رشيد بروم.. القائد المناضل المثال
الشهيد رشيد رمز للقائد الثوري الملتزم قضايا شعبه وأمته، انطلاقا من قناعة راسخة بأن النضال ضد الإمبريالية والصهيونية هو نضال ضد الرأسمالية الطفيلية التابعة والعكس صحيح.

رشيد بروم.. القائد المناضل المثال

في مثل هذه الأيام من العام 1982 حاول العدو الإمبريالي _ الصهيوني تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد بتصفية القضية الفلسطينية وضرب الحركة الوطنية اللبنانية، عبر الاجتياح الصهيوني للبنان، وصولا إلى عاصمته بيروت العربية.
قاتل شعبنا اللبناني ومعه القوات المشتركة اللبنانية والفلسطينية والجيش العربي السوري، ولم يستسلم، وأطلق مقاومته الوطنية ضد الغزاة، وحرم العدو من تحقيق أهداف العدوان، فكان الاندحار الصهيوني عن بيروت والجبل، ثم عن صيدا وصور والنبطية ليستقر في الشريط الحدودي، قبل ان تحرر المقاومة الاسلامية باقي ارضنا، مرورا باندحار مشروع السيطرة على لبنان واسقاط اتفاق 17 أيار الخياني وطرد القوات الأطلسية عن الأراضي اللبنانية.
تكبد الشعب اللبناني في قتاله ومقاومته للغزاة الخسائر الجسيمة، وكان لحزبنا نصيبا مؤلما منها، باستشهاد احد قادة حزبنا المؤسسين الرفيق الشهيد رشيد بروم وزوجته الرفيقة سعاد عبدو وجميع  افراد عائلته.

كان الشهيد رشيد رمزا للقائد الثوري الملتزم قضايا شعبه وأمته، مناضلا من أجل التغيير الجذري لبنية النظام السياسي الطائفي، نظام القهر والاستغلال الطبقي، ونظام الاستتباع والالتحاق بالمشروع الامبريالي، ساهم في بلورة الخط السياسي للحزب مسترشدا بالفكر الثوري العلمي، كما اسهم في ترسيخ الأسس التنظيمية للحزب، والأهم من ذلك أنه كان مناضلا ميدانيا بين الجماهير الشعبية، محرضا ومثقفا ومعلما للعمال والكادحين والفئات الشعبية  في مجال النضال الاجتماعي والوطني لخوض النضال التحرري من الاحتلال والاستعمار والاستغلال الطبقي، انطلاقا من قناعة راسخة بأن النضال ضد الإمبريالية والصهيونية هو نضال ضد الرأسمالية الطفيلية التابعة والعكس صحيح.

رفض الشهيد القائد الخروج من صيدا، بقي يتفقد الرفاق في مواقع المواجهة ضد الغزاة، كان يتنقل في المدينة واحياءها المدمرة، ومع وصول طلائع قوات الاحتلال الى مداخل صيدا أعطى توجيهاته الأخيرة للرفاق المقاتلين، وعند تفقده لعائلته كانت الغارة الغادرة  التي أدت إلى استشهاده وعائلته.

والى الشهيد القائد نقول: إن حزبك الثوري، مع القوى الوطنية والتقدمية  اليسارية،  قد أثمر مقاومة وطنية ضد الاحتلال اجبرته على الانسحاب من أرضنا مهزوما دون قيد أو شرط، كما أننا ثابتون في نهج المقاومة وباقون مع الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة حتى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وباقون في موقعنا الطبقي من أجل القضاء على الاستغلال والقهر الاجتماعي لتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء السلطة الوطنية الديمقراطية العلمانية المقاومة.

بيروت في 7 حزيران 2018
الحزب الديمقراطي الشعبي