من نحن
ان قوى المقاومة وحلفائها وجمهورها في لبنان والمنطقة على يقين ان الرد على هذا العدوان سيكون بحجم الجريمة واكبر، وسيعلم كيان العدو ومجتمعه الاستيطاني اي حماقة ارتكبتها قيادته، وحجم المخاطر التي تنتظره، خاصة بعد ان اصبح ميدان المواجهة يمتد من شواطئ لبنان الجنوبية حتى مرتفعات الجولان السوري المحتل في جبهة واحدة، اضافة الى ميادين فلسطين المحتلة

من نحن

 التعريف

 انبثق الحزب الديمقراطي الشعبي من رحم حزب العمل الاشتراكي العربي الذي تأسس عام 1969 بمبادرة من الجبھة الشعبية لتحرير فلسطين، على قاعدة ان فلسطين القضية المركزية في النضال العربي التحرري، وانه عبر الكفاح المسلح والمقاومة، لا بالمساومة والتنازل، يتم تحرير الارض المحتلة شبرا شبرا ومنطقة بعد منطقة ليقام على ھذه المناطق المحررة نواة السلطة الوطنية المستقلة والمتحررة عن اي وصاية او تبعية او التحاق. تبنى حزبنا الفكر الماركسي اللينيني كعقيدة نظرية والكفاح المسلح في مواجھة الاحتلال والاستعمار، وتبنى أيضًا ولأول مرة توجه وحدوي عربي بقيادة ثورية.

كانت القضية الفلسطينية ولا تزال بالنسبة لحزبنا جوھر الصراع العربي الصھيوني، ذلك أن المعيار الأساسي لأي حزب سياسي عربي يدعي الثورية ھو دوره في القضية الفلسطينية. لاننا نعتبر أن الكيان الصھيوني في المنطقة والذي انشئ باغتصاب الارض الفلسطينية عبر المجازر والحروب والدعم الاستعماري العالمي ليس الا قاعدة استعمارية عدوانية وتوسعية متقدمة لحماية وخدمة المصالح الإمبريالية العالمية في المنطقة، ومن أجل تفتيتھا ومنعھا من التنمية والتطور، وضرب حركات التحرر الوطني.

اقتصرت علاقاتنا التحالفية الفلسطينية مع قوى اليسار الفلسطيني، انطلاقا من موقفنا الفكري والسياسي القائم على أن حركة التحرر الوطني الفلسطيني رغم تأييدنا لھا، لا يمكن أن تحقق انتصارًا ناجزًا ضد العدو الصھيوني بقيادة يمينية برجوازية ولا بد لھا من قيادة ثورية حاسمة لتحقيق الانتصار، وبالترابط الكامل بين النضال الوطني والنضال الطبقي لاحداث التغيير الجذري في بنية النظام الراسمالي الطائفي التابع في لبنان.

وقد كان لانتماء الرفيق نزيه حمزة الى الحزب في العام 1969 دورا اساسيا في مرحلة التأسيس حتى عام 1972 تاريخ الانشقاق في الجبھة الشعبية لتحرير فلسطين، وبعد الانشقاق تواصل دوره الرئيسي في كافة القضايا الفكرية والتنظيمية والنضالية للحزب مع مجموعة قيادية ثورية، ومع استمرار العمل من قبل الحزبين بنفس الاسم وما يسببه من التباسات قررت قيادة حزبنا في العام 1979 تغيير الاسم الى الحزب الديمقراطي الشعبي، والذي يعبر عن طبيعة المرحلة كونھا مرحلة تحرر وطني ديمقراطي تفترض اقامة السلطة الديمقراطية الشعبية.

المبادئ الاساسية

والمبادئ الاساسية التي يستند اليھا الحزب معبر عنھا في جميع ادبياته وتقاريره السياسية والتي تستند الى نظرية الماركسية اللينينية والاسس اللينينية في التنظيم ( المركزية الديمقراطية ) والى تراتبية تنظيمية بدءبالخلايا الحزبية وصولا الى اللجنة المركزية والمكتب السياسي والامين العام ونائبه.

و استند الحزب الى الفكر الثوري وتبني خيار المقاومة والكفاح الشعبي المسلح لمواجھة الاستعمار والامبريالية والصھيونية، وحدد التناقض الرئيسي مع الامبريالية العالمية وعلى رأسھا الامبريالية الاميركية والكيان الصھيوني. وان استرجاع فلسطين بكامل ارضھا من البحر الى النھر لا يمكن ان يتم الا بالكفاح المسلح، وان تتحقق السلطة الوطنية الحقيقية على كل شبر يتحرر بالمقاومة، ولذلك في قطاع غزة اليوم سلطة وطنية خارج الوصاية والتبعية للعدو الصھيوني، اما بشأن السلطة الرسمية في رام لله فھي ليست وطنية طالما بقيت بارادة الاحتلال وبوجود قوات احتلاله على ارضھا، وھذا المبدأ ينطبق على العراق وعلى اي سلطة تقوم في ظل الاحتلال.

ان الھدف الرئيسي والاستراتيجي للحزب ھو الاشتراكية وتحقيق الوحدة العربية على قاعدة الخيار الشعبي الطوعي، واجاز التحرر السياسي والاقتصادي وتحقيق التنمية الحقيقية والعدالة الاجتماعية، والالتزام بمبدأ التضامن الاممي مع كافة الشعوب المناضلة ومع حركات التحرر الوطني عالميا، ھذه المبادئ ارتبطت بالحزب منذ بداية التأسيس حتى يومنا ھذا.

ويقوم موقف حزبنا من المقاومة ومن الاستراتيجية الدفاعية على ضرورة استمرار المقاومة والتمسك بسلاحھا وتأمين حرية حركتھا والابقاء على جھوزيتھا لاستكمال عملية التحرير ومواجھة كل اشكال العدوان والتھديدات الامبريالية والصھيونية، وان يحكم نوع من التفاھم العلاقة بين المقاومة وبين الجيش والدولة، على ان تبقى ھذه الازدواجية قائمة الى حين قيام حكم وطني ديمقراطي يحوز على التمثيل الشعبي الحقيقي ويحدد الكيان الصھيوني عدوا رئيسيا ويؤكد ان لبنان طرفا اساسيا في الصراع العربي الصھيوني ويتبنى خيار الدفاع عن الوطن والشعب.

ان موقف الحزب من السياسة الداخلية يقوم على حقه في ممارسة كافة اشكال النضال لانجاز التغيير الجذري في بنية النظام البرجوازي الطائفي من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية، وفك الارتباط والالتحاق بالقوى الامبريالية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا، ومواجھة الاستغلال والتحكم الرأسمالي، والتصدي لمشاريع واملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين ولشروط الانضمام لمنظمة التجارة

العالمية التي ادت وتؤدي الى رھن الوطن وبيعه للرساميل المحلية والاجنبية والمشبوھة. وانخرط حزبنا في النضال الاجتماعي من خلال دوره في الحركة النقابية والتجمعات العمالية وكان حريصا على الدفاع عن وحدة الحركة النقابية واستقلاليتھا وديمقراطيتھا، وقد تعرض دورنا الحزب بشكل خاص والحركة النقابية اليسارية بشكل عام للاستھداف من قبل السلطة لاضعاف الدور والتأثير النقابي على مستوى الاتحادات القطاعية والمناطقية او على مستوى الاتحاد العمالي العام.

كما عمل حزبنا على تشكيل اللجان الشعبية في الاحياء السكنية لتربية الجماھير على الدفاع عن مصالحھا الاساسية، ومتابعة قضاياھا الحياتية للاستغناء عن الاتكال على المرجعيات المالية والطائفية، وبالتالي التبعية لھا.

كما كان حزبنا من اوائل القوى التي رفعت شعار الدفاع عن القرى والمناطق الحدودية ضد الاعتداءات الصھيونية المتكررة، وعملت على تحصين الصمود الشعبي لبناء مجتمع المقاومة لتعزيز قدرات القتال والمواجھة الشعبية مع العدو الصھيوني.

مقاومة الاحتلال

شارك حزبنا في الحرب الاھلية على اساس البرنامج الاصلاحي للحركة الوطنية ومواجھة المشروع الصھيوني الفاشي، وانخرط حزبنا مبكرا في التصدي للاعتداءات الصھيونية على الجنوب منذ اوائل السبعينات وصولا الى مواجھة الاجتياح العام 1982 والانخراط في جبھة المقاومة الوطنية اللبنانية.

انخرط حزبنا مبكرا في الكفاح المسلح دفاعا عن القضية الفلسطينية والقضية الوطنية اللبنانية، فمنذ بداية التأسيس قدم حزبنا الكادر القيادي راجح غرزالدين من رأس المتن حيث استشھد في عملية عسكرية داخل فلسطين المحتلة انطلاقا من الاراضي الاردنية في العام 1970 وبقي جثمانه ھناك، كما شارك حزبنا في التصدي للاعتداءات الصھيونية ضد القرى الجنوبية الامامية، كذلك ساھم بفعالية

في القتال ضد المشروع الاميركي _ الصھيوني _ الفاشي في لبنان مع اندلاع الحرب الاھلية في العام 1975 ، حيث شارك حزبنا في كافة مواقع القتال الرئيسية، وسقط للحزب العديد من الشھداء الابطال، وشكل رفاقنا في العمل العسكري نموذجا متقدما في القتال والتحصين والسلوك الثوري.

كما شارك حزبنا في التصدي للاجتياح الصھيوني في العام 1982 في كافة مواقع القتال من الجنوب الى صيدا والجبل وبيروت طوال مدة الحصار الصھيوني للعاصمة.

وكان حزبنا من القوى المشاركة في التشاور والتحضير لاطلاق المقاومة الوطنية وان جرى استبعادنا من الاعلان السياسي لاطلاق المقاومة في 16 ايلول 1982 واستمر دورنا في المقاومة حتى توقف المقاومة الوطنية عن العمل في العام 1993 بقرار من الحزب الشيوعي اللبناني.

قام حزبنا في مرحلة الاحتلال بعمليات نوعية وھامة في العديد من المناطق اللبنانية: الشويفات، عاليه، عرمون، دير قوبل، اقليم الخروب، صيداكذلك تشارك حزبنا في عمليات جبھة المقاومة الوطنية اللبنانية مع الحزب الشيوعي اللبناني ومع التنظيم الشعبي الناصري، واعلنا عن ھذه العمليات باسم الشھيد رشيد بروم، والشھيد عباس ابو ناصيف، والشھيد نبيل مرعي.

كما قاتل في صفوف الحزب العسكرية مبكرا الاسير المحرر سمير القنطار في مواجھة المشروع الفاشي – الصھيوني، وقدم حزبنا في ھذه المواجھة العديد من الشھداء من قيادات وكادرات الحزب،

وانسجاما مع خطنا السياسي وقناعاتنا المبدئية بالدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقاومته المسلحة، شارك حزبنا في معارك الدفاع عن المقاومة الفلسطينية في كافة المراحل، منذ العام 1968 وعمل على ادخال السلاح الى مخيمات بيروت

للدفاع عن الشعب الفلسطيني بعد الانسحاب الصھيوني من بيروت وتسلم نظام امين الجميل امن العاصمة والتنكيل الذي مورس بحق الفلسطينيين والوطنيين اللبنانيين.

ورغم اضطرارنا لوقف عملنا في المقاومة ما زلنا نسعى للعودة الى ھذا المجال، وحيث اننا حزب مقاوم بالفكر والممارسة، كان موقفنا وما زال، بخلاف بعض القوى الاخرى، مع اي حركة مقاومة ضد الاحتلال والعدوان الصھيوني على لبنان، بل اننا مع استمرار المقاومة المسلحة حتى بعد تحرير الاسرى وكامل الاراضي اللبنانية لردع العدوان والتھديد الامبريالي الصھيوني، ولتشكل ھذه المقاومة سندا وداعما فعليا للشعب الفلسطيني ومقاومته المسلحة، حتى تحرير كامل فلسطين العربية من البحر الى النھر، ومن ھنا موقفنا الداعم والمؤيد للمقاومة الاسلامية وانجازاتھا البطولية في مواجھة الاحتلال وصولا الى الانتصار الكبير في تموز 2006 ، وكنا اول من اشار بعد عدوان تموز الى البعد الاستراتيجي للمواجھة من حيث الدمج المبدع بين اسلوب حرب العصابات والحرب النظامية، واشرنا وقتھا الى ان ھذا الاسلوب سيتحول مادة دراسية في المعاھد والكليات العسكرية العالمية.

ونحن ممثلين حاليا في لقاء الاحزاب الوطنية وفي اللقاء الوطني للاصلاح الديمقراطي، كما تربطنا علاقة تحالفية مع الحزب الشيوعي اللبناني ومع بعض القوى اليسارية رغم التباين في المواقف حول بعض القضايا السياسية والفكرية والنضالية. ولم يكن لحزبنا اي ارتباطات خارجية عربية او دولية، بل كان ھناك تقدير للموقف السوفياتي والمنظومة الاشتراكية سابقا الداعم للحقوق الفلسطينية والعربية، وللموقف السوري الداعم للمقاومة، واليوم نحن نقدر موقف ايران في وقوفھا الى جانب قوى المقاومة في مواجھة الامبريالية والصھيونية، ودعمھا لقضايانا الوطنية وللقضية الفلسطينية، كما نثمن دور حركات التحرر الوطني والنضال العالمي في مواجھة الامبريالية والصھيونية والاستغلال الرأسمالي..

ابرز مؤسسات الحزب

للحزب مؤسسات ثقافية وصحية منھا مؤسسة التضامن الشعبي للخدمات الصحية التي انبثق منھا مستوصف الشھيد رشيد بروم في صيدا، ومنتدى انسان في الشويفات ويعنى بالقضايا الثقافية والاجتماعية، والتجمع الوطني الديمقراطي في عكار، وجمعية الادب والثقافة في صيدا.

وللحزب نشرة دورية باسم الثوري في طور الصدور قريبا تعنى بقضايا الحزب ونشاطاته وبكافة الشؤون السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية.

ان نقاط القوة في تاريخ الحزب وحتى الآن ھي في ثباته على مبادئه من القضية الوطنية اللبنانية والمقاومة ومنالقضية الفلسطينية، ومن قضايا النضال من اجل التغيير الجذري في بنية النظام البرجوازي الطائفي التابع، كذلك التماسك الداخلي والوحدة الفكرية والسياسية والتنظيمية والقناعات الاستراتيجية. ان السلوك النضالي والممارسة الصحيحية مع الجماھير عنوانا قوة واحترام دائمين، والبطء في التوسع والانتشار التنظيمي والجغرافي كان في جانب منه الحرص الدائم على الوحدة والصلابة والتمسك بالقيم الاخلاقية والسلوكية الثورية، والابتعاد عن الالتحاقات بالمواقع الطائفية والسلطوية والمالية.

نحن نعمل جديا على بلورة وتفعيل دورنا النضالي الوطني والاجتماعي، وتعزيز العلاقات مع قوى المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، ومع كافة القوى الثورية والديمقراطية والعلمانية من اجل التغيير، والعمل على بلورة الاطر والتجمعات واللقاءات الوطنية والديمقراطية وضمن اوسع مروحة ممكنة من ھذه القوى لانجاز الاصلاح السياسي الحقيقي، واللقاء الوطني للاصلاح الديمقراطي ھو من الاطر الواجب العمل على بلورتھا واطلاقھا كاطار جامع للقوى الوطنية الديمقراطية، وكمقدمة لتحقيق العلمنة الشاملة والعدالة الاجتماعية.

اضف رد