تحصين التحرير بالتغيير
في 25 أيار 2000 انتج تضافر الارادة الثورية والتضحيات الجسيمة للشعب اللبناني ومقاومته المسلحة دحرا للاحتلال الصهيوني وتحريرا للأرض اللبنانية المحتلة، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر

تحصين التحرير بالتغيير

في 25 أيار 2000 انتج تضافر الارادة الثورية والتضحيات الجسيمة للشعب اللبناني ومقاومته المسلحة دحرا للاحتلال الصهيوني وتحريرا للأرض اللبنانية المحتلة، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر.

25 أيار 2000 تاريخ مجيد في مسيرة شعوبنا العربية وقواها الوطنية والتقدمية المقاوِمة في الصراع التناحري مع الكيان الصهيوني على طريق تحرير الارادة الوطنية المسلوبة والاراضي العربية المحتلة، واستعادة فلسطين، كل فلسطين، من البحر الى النهر، لاصحابها الاصليين.

ان المقاومة الشعبية والوطنية والاسلامية في لبنان التي انخرطت في ميدان الدفاع عن الوطن ضد عدوان الكيان الصهيوني المستمر منذ قيامه في فلسطين، وتلاحمها مع الشعب الفلسطيني وثورته المسلحة قد افشلت مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وقضت على مشروع الشرق الاوسط الجديد في مهده بهزيمته في تموز 2006، كما اسقطت المقاومة الوطنية اتفاق 17 أيار الخياني، وكما ستَسقط صفقة القرن بصمود الشعب الفلسطيني وتضحياته وكفاحه، وبجهوزية قوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعربية، وبدعم محور المقاومة، ومساندة قوى التحرر والشعوب المناضلة والدول الصديقة في العالم.

غير ان التحرير الناجز يتطلب تحصينه داخليا، وذلك ببرنامج للتغيير الجذري لبنية النظام اللبناني، فالطبقة المسيطرة على السلطة ترتبط عضويا من موقع التبعية بالرأسمال العالمي، وتلتقي مصالحها مع مشروع تصفية المقاومة واخضاع الشعب وتمرير السياسات الاقتصادية والاجتماعية خدمة لمصالح المصارف والشركات وكبار المتمولين في نمط اقتصادي ريعي غير منتج، وفي ظل منظومة من النهب والفساد، وتنفيذ إملاءات المؤسسات المالية الدولية وشروط مؤتمر باريس 4 (سيدر).

على الحراك الشعبي للانقاذ ان يحول اجراءات السلطة ضد مصالح العاملين والموظفين في سائر القطاعات الى فرصة لتصعيد النضال السياسي والاجتماعي، وبناء الكتلة الشعبية الوازنة لتحرير الوطن والشعب من سلطة القهر والافقار والتجويع، في افق التغيير الشامل للنظام اللبناني وهذا يستدعي بناء الجبهة الوطنية العريضة لتحصين التحرير وانجاز التغيير.

 

بيروت 25 أيار 2019

الحزب الديمقراطي الشعبي