عاشت الذكرى ال ٣٥ لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية المقاومة من نصر الى نصر
16 ايلول 1982، الرصاصة الاولى ضد الاحتلال الصهيوني للأرض اللبنانية، التي تحولت الى فعل ثوري هادر عمّ المناطق اللبنانية المحتلة وانخرط فيه الوطنيون اللبنانيون والفلسطينيون، ومعهم قطاعات واسعة من شعبنا البطل، وأجبر العدو الصهيوني على الاندحار عن أرضنا دون قيد أو شرط.

عاشت الذكرى ال ٣٥ لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية المقاومة من نصر الى نصر

بعد الاحتلال الصهيوني للبنان العام 1982، اعتقد الكثير من القوى والنخب السياسية والثقافية والاجتماعية بأننا دخلنا العصر “الاسرائيلي” لعقود طويلة، ونظّر البعض للرضوخ والاستسلام، الا قلة من القوى الثورية والتقدمية والوطنية، وحلفائها في المقاومة الفلسطينية، ومعها جماهير شعبنا البطل أبت الا ان تقاتل الاحتلال والعملاء والمستسلمين، فكان 16 ايلول 1982 الشرارة التي اشعلت الارض تحت أقدام الصهاينة على طريق التحرير.

وفي مسيرة نضالية تراكمية، ممهورة بالدم والعرق والتضحيات، وعذابات الابطال في معتقلات النازية الصهيونية، تمّ إسقاط العصر الاميركي – الصهيوني في لبنان، ومعه العملاء والمستسلمون، وأُسقط اتفاق 17 أيار الخياني وطُردت قوات الاطلسي الاستعمارية (المتعددة الجنسيات)، وأُحبط مشروع صهينة لبنان بانتفاضات المقاومين والمناضلين والناس في بيروت والضاحية الجنوبية والجبل، بالرغم من ايصال دبابات العدو رئيسا الى قصر بعبدا مدعوما المدمرة “نيو جيرسي”.

وكان التحرير المتدحرج للأرض اللبنانية، من بيروت الى الجنوب، ليحلّ 25 أيار 2000 ويندحر الاحتلال مهزوما دون قيد او شرط، ويتحرر الاسرى وتعود الأرض الى اصحابها، باستثناء مزارع شبعا وكفرشوبا، وليتوج التحرير بانتصار تموز 2006.

ما يميز ذكرى الانطلاقة هذا العام انها تترافق مع تصاعد المقاومة الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال ومشاريعه العنصرية لتهجير الفلسطينيين وتهويد الارض، كما تترافق مع الانتصارات الهامة للمقاومة ومحورها ضد الارهاب التكفيري واسياده الامبرياليين والصهاينة والرجعية العربية، ليتأكد مجددا صحة خيار المواجهة لإفشال مشروع الهيمنة على اوطاننا وشعوبنا وثرواتنا، وهو الخيار الذي حمى لبنان، أرضا وشعبا من خطر التوحش الارهابي بوعي المقاومة وجهدها وتضحياتها الى جانب الجيش اللبناني لدفع الخطر عنه وحماية استقراره الداخلي وسلمه الاهلي، وكذلك بالصمود الاسطوري للشعب السوري وبطولات جيشه العربي، بدعم مطلق من ايران وروسيا وكل الاصدقاء في العالم.

الا ان الانتصارات المحققة بكفاح المقاومة الوطنية والاسلامية لا تكتمل دون الربط الجدلي بين التحرير والتغيير، التغيير الجذري لبنية النظام السياسي الطائفي، نظام المحاصصة والفساد والتبعية، ليتمتع شعبنا المضحي، بحقوقه الطبيعية في الانتماء لوطن وبناء دولة وطنية ديمقراطية مُقاوِمة، دولة العدالة الاجتماعية والمساواة وحقوق العمال والكادحين.

بيروت في 14 ايلول 2017

                                                                         المكتب السياسي

                                                         للحزب الديمقراطي الشعبي