“ابوس روحك” يا شام*
قُصفت دمشق عام ١٩٤٦ بطائرات دي غول ودمرت قاعدتهاالصناعية ومات مئات السوريين وقتذاك لكنها قامت من بين الحُطام كطائر الفينيق وإستعادت بريقها على ضفاف بردى. واليوم أيضاً ستعود كما كانت حاضنةً لثائرٍ لبناني او فلسطيني او عراقي او جزائري أو، أو، أو . رحمة الله على من قال "طاب الموت يا عرب."

“ابوس روحك” يا شام*

بقلم: الرفيق فيليب

أبوس روح حُماة لغةِ الضاد وتراث اجدادنا العرب و العروبة. أبوس روح المكاري الذي كان ينقل أكياس القمح من سهول حوران إلى لبنان أيام المجاعة في الحرب العالمية الأولى.

أبوس روح الذين فتحوا أبواب بيوتهم وارزاقهم للذين هربوا من الحرب الاهلية ومن حروب اسرائيل وقذائفها الفسفورية، والانشطارية وتلك المشبعة باليورانيوم والتي تركت لبنان قاعاً صفصفاً. وأولئك الذين سهّلوا عمل النازحين اللبنانين في ربوع بلاد الشام بدون فيزا او شورى او دستور. وروح النساء السوريات اللواتي تحملن “زناخات” الضيوف وذكوريتهم المقيتة. والى اهلنا السوريين الذين وفرّواعلينا الآلاف المؤلفة من الدولارات ثمناً لدواء او تنكة مازوت او البسة قطنية لأولادنا حتى لا يقتلهم البرد.

أبوس روح الأيدي التي عجنت البرازق وقمرالدين وروت أشجار الفستق الحلبي الذي يزّين “مازات” سهراتنا.

أبوس روح العامل السوري الذي كان يقتات السردين والبندورة ليعمّر بيوتنا بأجر رخيص وبدون حتى “الله يعطيك العافية.”

أبوس روح تلك الوجوه السمراء الخائفة التي نلتقيها يومياَ على طرقاتنا تبحث عن عملٍ او خوفاً من جوع ولا “تنعم” بتحيةٍ منا.

أبوس روح المصّلين الذين خرجوا بعد صلاةِ الجمعة في دمشق عام ١٩٣٥ يهتفون للبطريرك الماروني انطوان عريضه الذي قاومَ الفرنسيين واحتكارهم للتبغ صائحين: ” لا اله الا الله عريضه حبيب الله.“ أبوس روح الناس التي خرجت غاضبةً تستنكر قرارَ الأنفصال عن مصر في ١٩٦١ مطالبةً بالوحدة بين الشعوب العربية.وروح الجندي العربي السوري الذي وصل بدبابته الى مشارف بحيرة طبريا عام ١٩٧٣ (باعتراف مدرّس للغّة العربية وهو اسرائيلي من أصل عراقي).

يا بي….من الآخر، أبوس روحكم لا تقولوا لي أن اوباما وبندر والهولاند وأبو ساطور سينتقمون للحركة الوطنية وبرنامجها المرحلي ولقائدها كمال جنبلاط. تذكروا أن فاقد الشئ لا يعطيه وتذكروا ايضاً أنه وإن تعرضنا للأهانة على الحاجز السوري أيام الردع فإننا ايضاً تعرّضنا للُطفِ فتىُ نُزِعَ نزعاً من مزرعته أو وظيفته لكي يخدم في الجيش والذي كان يقول بعد أن يتفّحص هويتنا “إيه…موعلى عيني.”

قُصفت دمشق عام ١٩٤٦ بطائرات دي غول ودمرت قاعدتهاالصناعية ومات مئات السوريين وقتذاك لكنها قامت من بين الحُطام كطائر الفينيق وإستعادت بريقها على ضفاف بردى. واليوم أيضاً ستعود كما كانت حاضنةً لثائرٍ لبناني او فلسطيني او عراقي او جزائري أو، أو، أو . رحمة الله على من قال “طاب الموت يا عرب.”

عبارة كررتها ام الزين في المسلسل السوري الولادة من الخاصرة  *