رسالة تضامن مع الجمهورية البوليفارية الفنزويلية
واننا على ثقة تامة ان فنزويلا ليست وحدها في معركة الكرامة والسيادة والاستقلال، فمعها كل القوى التحررية الوطنية والتقدمية في العالم، ومعها ايضا كل الشعوب المناضلة ضد الهيمنة الامبريالية.

رسالة تضامن مع الجمهورية البوليفارية الفنزويلية

سعادة سفيرة الجمهورية البوليفارية الفنزويلية في لبنان السيدة سعاد كرم المحترمة
ومن خلالكم الى قيادة فنزويلا الثورية وشعبها البطل
تحية وبعد
تابع حزبنا باهتمام بالغ التطورات الحاصلة في بلدكم منذ الانتخابات الرئاسية الاخيرة، وما اعقبها من محاولات الامبريالية الاميركية و ادواتها المحلية من اليمين الرجعي والرأسمالية التابعة، لتقويض العملية الديمقراطية التي حققها شعبكم العظيم، والتي كانت بمثابة الاستفتاء الجماهيري على السياسات الاجتماعية وعلى نهج الاستقلال والسيادة الوطنية، التي كرسها القائد الخالد هوغو تشافيز.
وقد بدا واضحا ان الامبريالية الاميركية، سعت وتسعى لاسقاط النظام الثوري وضرب التحولات الديمقراطية والاجتماعية في بلدكم، بعد ان كرست قيادتكم خط الاستقلال السياسي والاقتصادي عن التبعية والهيمنة الاميركية، وبعد ان اسقطت اوهامها في الابقاء على جمهوريات الموز الخاضعة لمفهوم الحديقة الخلفية للولايات المتحدة الاميركية.
ان الكشف الاخير عن محاولة الانقلاب التي حضّرت في اروقة المخابرات المركزية الاميركية وجهت ضربة جديدة لمسلسل التدخلات العدوانية في الشؤون الداخلية للجمهورية البوليفارية. خاصة بعد احباط محاولة تفجير صراع اهلي داخلي غداة الانتخابات الرئاسية، ومحاولات تجييش الشارع ضد القيادة الشرعية للبلاد، وصولا الى الحرب الاقتصادية التي تشنها قوى الاحتكار الرأسمالي المرتبطة بالنظام الرأسمالي العالمي، لتأليب جماهير الشعب الفنزويلي ضد السلطة، ودفعها الى عمليات الاحتجاج والشغب، الا ان وعي الشعب، واجراءات الحكومة، وفضح التآمر الامبريالي ادت الى احباط كل هذه المحاولات ورسخت النظام الثوري في الجمهورية العظيمة.
ان النزعة الفاشية للادارة الاميركية المعادية لارادة الشعوب، ورعايتها للارهاب العالمي في فنزويلا عبر قوى اليمين الرجعي، كما في منطقتنا عبر القوى الفاشية التكفيرية، ولم تعد اساليب التضليل والنفاق الامبريالي تنطلي على شعوبنا المناضلة التي عانت الكثير من الارهاب الاميركي والصهيوني، والتي وعت حقيقة المشروع التدميري والتفتيتي لاوطاننا ومجتمعاتنا، والذي يتم تحت شعار الائتلاف الدولي لمحاربة الارهاب بينما هو في حقيقته ائتلاف امبريالي واستعماري وعدواني لدعم الارهاب.
اننا في الحزب الديمقراطي الشعبي في لبنان، وكذلك كافة القوى الوطنية والديمقراطية والثورية في لبنان، نؤكد ونجدد موقفنا الثابت بالوقوف مع الجمهورية البوليفارية الفنزويلية في مواجهة كافة اشكال التدخل الامبريالي، كما اننا على يقين ان كل الشعوب والقوى المناضلة من اجل التحرر الوطني والاجتماعي تقف معكم والى جانبكم في مواجهة المؤامرة العدوانية، وان اصدقائكم في العالم، وما اكثرهم، هم في موقع التضامن مع تجربتكم الثورية الرائدة.
ان اميركا اللاتينية بقيادة كوبا وفنزويلا، كما منطقتنا العربية بقيادة قوى المقاومة المسلحة، هما رأس الحربة في المواجهة العالمية المفتوحة مع قوى الارهاب والفاشية العالمية وراعيها الاميركي، وقد اسهمت نضالاتهم وانتصاراتهم ضد الامبريالية والصهيونية في تسريع سقوط نظام القطبية الاميركية الاوحد، وفي رسم ملامح نظام عالمي جديد، متعدد الاقطاب، يؤمن نوعا من التوازن العالمي لرفع الضغط والقهر عن الشعوب والدول التواقة للتحرر.
ونحن نعاهد شعبكم وقيادتكم، اننا كما كنا وسنبقى جزء من حركة التضامن العالمية مع الثورة والشعب الكوبي الذي حقق انتصارا مهما بتحرير ابطاله من سجون الفاشية الاميركية، كذلك سنبقى في موقع التضامن مع فنزويلا حتى دحر العدوان والتدخل الارهابي الاميركي، وكما كان القائد الراحل تشافيز، وكذلك القيادة الحالية، صديق ونصير القضية الفلسطينية وقضايانا العربية، سنبقى وشعبنا اللبناني والعربي في موقع الصديق والنصير للجمهورية البوليفارية الفنزويلية.

المكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الشعبي